مارك جورمان يُفجرها.. من هو خليفة تيم كوك والوريث القادم لعرش آبل؟

بينما يدنو تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة آبل، من سن التقاعد، تتجه أنظار المحللين والمستثمرين وكذلك المستخدمين وعشاق الآيفون إلى وادي السيليكون. متسائلين عن هوية الشخص الذي سيكون خليفة تيم كوك لقيادة آبل الفترة المقبلة.
وفقا لمارك جورمان من بلومبيرج، من المتوقع أن يظل تيم كوك، الذي سيبلغ من العمر 65 عامًا الشهر المقبل، رئيسًا تنفيذيًا لشركة آبل لمدة خمس سنوات أخرى على الأقل قبل أن ينتقل إلى رئاسة مجلس الإدارة. وبعدها سيتولى أحد المرشحين المحتملين الدفة ويقود آبل لعقد أو ربما عقدين.
لنأخذكم خلال السطور التالية في رحلة ممتعة داخل أروقة شركة آبل ونتعرف على من سيكون خليفة تيم كوك لقيادة صانع الآيفون.
من هو خليفة تيم كوك

تُجمع التقارير الحديثة، لا سيما من مصادر مقربة من آبل، على ترشيح جون تيرنوس نائب الرئيس الأول لقسم هندسة الأجهزة والعتاد ليكون خليفة تيم كوك. ويعد تيرنوس المرشح الأبرز لأنه يمثل مزيجًا مثاليًا من السمات التي تحتاجها آبل في مرحلتها التالية.
يمتلك تيرنوس ما يمكن وصفه بالمزيج المثالي لقيادة آبل في المرحلة المقبلة. حيث يمتلك فهم عميق للتقنية، وخبرة تنفيذية طويلة. إلى جانب قدرة على التواصل الهادئ الذي يعكس روح الانضباط داخل الشركة.
ويمكن القول بأن ستيف جوبز كان رمز الابتكار والإلهام. أما تيم كوك يمكن وصفه بأنه رمز التنظيم والكفاءة التشغيلية، لكن بالنسبة إلى تيرنوس فهو عبارة عن مزيج متكامل من الناحية التقنية والإدارية وهذا ما تحتاجه آبل لمواصلة التوازن بين الإبداع والربحية.
لماذا تيرنوس هو الخيار المرجح؟

جون تيرنوس هو نائب الرئيس الأول لهندسة الأجهزة في آبل، والذي ينظر إليه على نطاق واسع باعتباره الخليفة الطبيعي لتيم كوك. تيرنوس، المهندس الهادئ الذي يقف خلف تطوير العديد من منتجات آبل الحديثة، برز خلال السنوات الأخيرة كوجهٍ مألوف في مؤتمرات الشركة، مقدما أحدث أجهزتها مثل iPhone Air وMacBook Pro. وبالنسبة إلى أسباب ترجيح كفة تيرنوس فتتمثل في الآتي:
- العمق التقني: خلافًا لكوك الذي برع في الإدارة التشغيلية وسلاسل الإمداد، يمتلك تيرنوس خلفية هندسية وتقنية قوية. هذا الجانب يمنحه مصداقية كبيرة أمام فرق الابتكار وجمهور آبل، ويعيد التركيز على جوهر المنتج بدلا من العمليات.
- التأهيل العام: عززت آبل من ظهور تيرنوس العلني بشكل ممنهج، حيث بات الوجه الرئيسي لتقديم أحدث المنتجات الرائدة، مثل آيفون Air وغيرها من الأجهزة الرئيسية. هذا “التلميع” الإعلامي يهدف إلى جعله شخصية مألوفة وجذابة أمام المستثمرين ووسائل الإعلام قبل توليه المنصب رسميًا.
- عمر مناسب: يتمتع تيرنوس بالمرحلة العمرية نفسها التي تولى فيها كوك المنصب عام 2011. هذا الأمر سيتيح له قيادة الشركة لمدة طويلة الأجل، وهو عامل حاسم في قرارات الخلافة القيادية التي تسعى للاستقرار.
الأسماء الأخرى في دائرة المنافسة

مع ترجيح كفة جون تيرنوس، إلا أن دائرة القيادة في آبل لا تخلو من أسماء ذات ثقل تبقى في قائمة المرشحين المحتملين، مما يضمن خيارات بديلة قوية بما في ذلك:
- جيف ويليامز (Jeff Williams): يشغل منصب الرئيس التنفيذي للعمليات (COO)، أي أنه يتقلد نفس المنصب الذي شغله كوك قبل أن يصبح رئيسًا تنفيذيًا. خبرته العميقة في إدارة سلسلة الإمداد العالمية تجعله الخيار الأقل مخاطرة والأكثر استعدادًا للقيادة الفورية، لكنه قد يفتقر إلى الجاذبية التقنية التي يطالب بها البعض.
- كريج فيديريغي (Craig Federighi): الرئيس التنفيذي لقسم هندسة البرمجيات (Software Engineering). يتميز بحضوره الكاريزمي وشعبيته الهائلة بين المطورين والجمهور. قد يكون مرشحًا مثاليًا لو كان التركيز منصبًا على الخدمات والبرمجيات، لكن الشركة قد تفضل شخصًا بخلفية تجمع بين العتاد والبرمجيات مثل تيرنوس.
في النهاية، سواء أكان تيرنوس هو الخليفة القادم أم لا، فإن المؤكد هو أن آبل تضع اللمسات الأخيرة على عملية انتقال مدروسة للقيادة، بما يضمن استمرار فلسفتها القائمة على الإبداع والاستدامة في آنٍ واحد. تيم كوك قد يغادر المنصب، لكن إرثه في بناء منظومة تشغيلية قوية سيبقى حجر الأساس الذي سيقف عليه القائد القادم.